الاثنين، 23 ديسمبر 2019

الأفلاج العمانية إرث تاريخي تنظمه القوانين والحسابات العرفية


تشكل الأفلاج في سلطنة عمان نظاما مائيا فريدا أسهم في ازدهار الزراعة في البلاد، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام طور خلالها العمانيون الكثير من أدوات ووسائل إدارتها وصيانتها، في وقت وصل فيه عددها إلى 4112 فلجا.
 
ويتكون الفلج من قناة رئيسية ممتدة من منبعه المسمى"أم الفلج"، ليبدأ التدخل الإنساني بعد المنبع بتصميم القنوات الرئيسية للاستخدام حسب الأولوية، فتؤخذ مياه الشرب عند المنبع وتحصل المساجد على مياه الوضوء، كما تحصل الحمامات على نصيبها، ثم يمتد الفلج بين المزارع وفق حصص محسوبة.
 
وقد حظيت الأفلاج باهتمام محلي بين عامة الناس ورسمي حكومي وعالمي من جانب منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) التي أدرجت خمسة منها ضمن لائحة التراث الإنساني العالمي.
 
ويتعلق الأمر بفلج دارس بولاية نزوى، والخطمين ببركة الموز، والملكي بازكي، والميسر الرستاق وفلج اللجيلة بولاية صور.
 
وتصنف الأفلاج العمانية إلى ثلاثة أنواع هي "الداودية" التي تنبع من أعماق تصل إلى 200 قدم، و"الغيلية" من المياه السطحية للأودية، و"العينية" النابعة من سفوح الجبال ومنبثقة على قنوات مفتوحة.
 
فلج خاص
ومن بين الأفلاج "العينية" يوجد فلج يسمى "معول" يقع جنوب جبل الكور بولاية بهلا بالسلطنة، أشاع عنه أهل المنطقة منذ القدم أن الجن يسيطرون على  تدفقه وذلك باعتبار أن الفلج غير منتظم في جريانه وتدفقه.
 
وأنجزت السلطات العمانية مؤخرا دراسة علمية دحضت تلك الشائعة موضحة أن الفلج ينبع وفق نظرية تسمى "التدفق والاندثار"، وهي نظرية علمية تفسر طبيعة جريان مجموعة من العيون النادرة في العالم، ويعتبر الفلج المذكور واحدا منها.
 
 العزري أشار إلى الخصائص الطبيعية للأفلاج (الجزيرة نت)
وفي هذا الإطار أوضح رئيس قسم دراسات الأفلاج بوزارة البلديات الإقليمية العمانية، المهندس محمود العزري للجزيرة نت، أن ظاهرة "التدفق والاندثار" تنطبق على العيون المائية التي تتكون نتيجة تكوينات جيولوجية طبيعية وفي ظل ظروف بيئية محددة.
 
وأضاف أن هذه العيون تمتاز بتدفقها لفترات زمنية محددة ثم تتوقف فجأة اعتمادا على ضغط الهواء بخزانها الجوفي، حيث تنبع المياه من صدع طبيعي بالصخور وتتجمع في خزان جوفي محدود ذي فتحة ضيقة لمرور المياه، لذلك فإن كمية المياه في الخزان الجوفي وضغط الهواء داخله وانحدار مستوى سطح الأرض عوامل أساسية في التحكم في تدفق العين.
 
وأوضح العزري أن الوزارة هدفت من هذه الدراسة إلى دفع الشك ودحض الشائعات والأساطير باستخدام الأساليب العلمية المتطورة، فتم تركيب جهاز قياس أوتوماتيكي لتحديد الفترات الزمنية التي يتدفق فيها الفلج والأخرى التي يتوقف فيها جريانه.
 
وأظهرت النتائج تدفق الفلج شهرا متواصلا وأن هناك فترات انقطاع وجريان للفلج ولكنها ليست فترات زمنية ثابتة، وهو ما يؤكد أن الفلج يعتبر من العيون النادرة التي تتميز بظاهرة "التدفق والاندثار".
 
وحول شائعة الجن قال ناصر بن سليمان بن سعيد الهنائي -وهو من أهالي بهلا- للجزيرة نت إن كبار السن يتناقلون عبارة "فلج دن سبعا لنا وسبعا للجن"، أي يتدفق الفلج سبعة أيام ليستفيد منها البشر وسبعة أخرى ليستفيد منها الجن الذين يوجهونه إلى حيث يريد.
 
أما خلفان الهنائي من نفس المنطقة فأوضح أن فلج معول الذي يطلق عليه أيضا اسم "الشيخ وضاح" يتدفق أحيانا في النهار فقط وأحيانا في الليل فقط، وأوقاتا يتدفق في اليوم أكثر من عشر مرات متقطعة ويندر أن تصل فترة الانقطاع والتدفق إلى سبعة أيام.

 

الأفلاج العمانية إرث تاريخي تنظمه القوانين والحسابات العرفية


عرف العمانيون الأفلاج منذ آلاف السنين كأحد أهم الموارد المائية لشتى استخداماتهم واحتياجاتهم المنزلية والزراعية ووضعوا لها المسميات الخاصة التي تحمل عدة مدلولات تتوارث قصصها الاجيال المتعاقبة. ويصل عدد الافلاج العمانية لأكثر من أربعة آلاف فلج منها الغيلية والعينية والداودية .

نتيجة بحث الصور عن الافلاج في عمان

وأقام العمانيون أنظمة وقوانين عرفية لامثيل لها في بلد آخر لتعمل على توزيع جريان مياه الافلاج بالتساوي بين السكان في كل الاوقات النهارية والليلية على مدار الساعة، وفق حسابات تقليدية معينة كالاثر والربع والبادة.


وغالبا ما تقوم هذه الحسابات وفقا لظل الشمس وعدد النجوم، ولا تزال تلك الاعراف باقية ويعمل بها في بعض المناطق الى يومنا الحاضر، كما أبدعت الانامل العمانية نظاما هندسيا فريدا في شق قنوات الفلج وتنظيم مساراته عبر سواقٍ تمتد عدة كيلومترات يتوزع عبرها جريان الفلج.
وتشتهر سلطنة عمان على امتداد آلاف السنين بوجود الكثير من الافلاج التي ينبع جريانها من أقاصي وانحدارات الجبال، اذ يتجاوز عدد الافلاج في عمان أكثر من 4112 فلجا تتوزع بين جميع ارجاء السلطنة «بعضها متوقف عن الجريان الآن» .
حيث ان الفلج عبارة عن قناة مائية تمتد من أم الفلج «المنبع» التي تكون في الجبال لتصل بامتدادها وجريانها الى المناطق السكنية والزراعية حيث يكون مصب القناة في حوض يسمى بالشريعة التي تقوم بدورها بتوزيع المياه إلى أماكن الاستخدامات عبر سواق يشكل امتدادها منظرا جماليا بين المنازل والمزارع .

صورة ذات صلة

ومن أشهر أنواع الافلاج العمانية الفلج الداوودي الذي يكون في شكل نفق تحت سطح الارض يتصل بمجموعة فرض رأسية تكون فيما بين أم الفلج «المنبع» والشريعة «الموزع» قبل أن يتفرع الى سواقٍ يمتد جريانها الى مناطق الاستخدام .
أما الفلج العيني فسمي بذلك لانه يستمد مياهه من العيون المائية التي تنبع من بين صخور الجبال وتكون مياهه أكثر عذوبة ونقاء. وبالنسبة للفلج الغيلي فانه يستمد مياهه من تدفق المياه في الودية وبين المسارات المنحدرة من الجبال ووفرة مياه الامطار قبل أن تتجمع هذه المياه في ساقية تقوم بتوزيعها الى مناطق الاستخدام 

وقد استطاع العمانيون منذ القدم تكوين إدارة تكاملية لتنظيم الانتفاع من مياه الفلج لجميع السكان بما يمكنهم من أشباع الحاجيات المنزلية والزراعية من المياه فأنشأوا لذلك أحكاما عرفية توارثتها الاجيال ولا تزال باقية إلى الحاضر، ويقوم على إدارة الفلج أحد الاهالي يسمى بالوكيل «وكيل الفلج» .
وغالبا ما يكون له مساعدون كما تقوم بعض المناطق بتشكيل لجان ادارية للمتابعة والاشراف الكامل لشؤون الفلج. وتلعب الافلاج العمانية دورا هاما ليس فقط على صعيد الحياة الاجتماعية والاقتصادية للسكان بل انها تمثل أحد المعالم الحضارية والتاريخية التي يقصدها الزوار والسياح والباحثون الاكاديميون.
ونظرا لتلك الاهمية التي تشكلها الافلاج العمانية وعمرها الضارب في جذور التاريخ فقد قامت المنظمة العالمية لليونسكو في عام 2006م بضم خمسة أفلاج عمانية الى قائمة التراث العالمي أهمها فلج دارس في مدينة نزوى بالمنطقة الداخلية.
والذي يعتبر واحدا من أطول الافلاج في عمان اذ يصل طوله الى 7990 مترا وله 3 سواعد وهو يعد من الافلاج الداوودية، وفلج الخطمين بنزوى أيضا، وفلج الملكي بولاية ازكي بالمنطقة الداخلية كذلك، وفلج الجيلة بولاية صور بالمنطقة الشرقية وفلج الميسر بولاية الرستاق بمنطقة الباطنة .
وتبذل الحكومة العمانية جهودا كبيرة للمحافظة على الافلاج وبقائها كأهم المعالم التاريخية التي ارتبطت بها حياة العمانيين اقتصاديا واجتماعيا، وأهم والمزارات السياحية، حيث عمدت الحكومة خلال الفترة من 96 إلى 2006 على صيانة 1953 فلجا أنفقت عليها أكثر من 247. 17 مليون ريال عماني.

الافلاج في سلطنة عمان


نتيجة بحث الصور عن الافلاج في عمان


وجدت الأفلاج في عُمان منذ ما قبل الإسلام ، وهو نظام هندسي للري تتوارثهُ الأجيال منذ ‏مئات السنين ، فبعض أفلاج مدينتي منح وسمائل على سبيل المثال تم بناؤها منذ ما يزيد على ‏‏1500 عام ، بينما توجد أفلاج في المنطقة الشرقية بنُيت في بداية القرن العشرين . ‏

وتتجلى عبقرية العُماني على مر العصور في طرق حفر وبناء الأفلاج التي تصل أعماقها عشرات ‏الأمتار للحصول على المياه الجوفية من باطن الأرض عن طريق القنوات ، مما يُعد إعجازاً ‏هندسياً في وقت لم تتوفر فيه الآلات الميكانيكية . ‏

ويصل عدد الأفلاج في عُمان إلى أكثر من 4000 فلج ، تتوزع على ولايات السلطنة وتتصدرها ‏ولاية صحار بعدد 70 فلجاً . ‏
نتيجة بحث الصور عن الافلاج في عمان
وتنقسم الأفلاج إلى ثلاثة أنواع :-‏

‏1ـ الفلج الداؤدي :- ‏
وهو عبارة عن قناة طويلة محفورة تمتد عدة كيلو مترات تحت الأرض ، بعمق يصل إلى ‏عشرات الأمتار ، ويمتاز الفلج الداؤدي بتواصل جريانه طوال العام . وتبلغ نسبة الأفلاج الداؤدية ‏حوالي 45% من عدد الأفلاج في السلطنة . ‏

‏1ـ الفلج العيني :- ‏
ويستمد مياهه من إحدى العيون ومنها عيون مياه ساخنة كفلج الحمام ببوشر في محافظة ‏مسقط وعدد هذه الأفلاج محدود . ‏
‏1ـ الفلج الغيلي :- ‏
ويستمد مياهه من المياه الجارية السطحية وشبة السطحية بأعماق لا تزيد عن 3-4 ‏أمتار . ويزيد منسوب المياه في هذا النوع من الأفلاج مباشرة بعد هطول الأمطار ، وقد يجف ‏عند إنقطاع الأمطار لمدة طويلة ، وتبلغ نسبة الأفلاج الغيلية في السلطنة 55% . ‏

وبعد أن تصل مياه الفلج إلى مركز التجمع العمراني ويأخذ السكان حاجتهم من الماء يتم ‏توزيع المياه على الحيازات الزراعية المختلفة وفق نظام دقيق يعتمد على التقسيم الزمني وتحت ‏إشرف شخص منتخب يسمى وكيل الفلج . وقد يخصص جزء من المحاصيل الزراعية كوقف ‏للفلج للصرف على صيانة القنوات والسواقي ، وذلك بإنفاق الأهالي وإشراف وكيل الفلج ومع ‏بزوغ عصر النهضة في أوائل السبعينات قامت الحكومة بجهود كبيرة في المحافظة على هذا التراث ‏القيم ، فبدأت في وضع خطط للصيانة والتطوير ، وحيث يتم إصلاح الأفلاج وزيادة كفاءتها ‏المائية من خلال تنمية المصدر المائي للفلج وذلك بحفر الآبار المساعدة وتأمين الإستغلال الأمثل ‏لمياه الأفلاج بإدخال نظام الري الحديث . ‏